صفية بنت حيي رضي الله عنها

نسبها:

هي صفية بنت حيي بن أخطب وينتهي نسبها إلى هارون أخي موسى عليهما السلام وأمها برة بنت شموال . تزوجت أولا من فارس قومها وشاعرهمم سلام بن مشكم القرظي قبل إسلامها ثم خلف عليها كنانة بن الربيع أبي الحقيق ،وبعد أن قتل زوجها في غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تكن بعد قد تجاوزت السابعة عشر من عمرها .

تقول:" كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه.  فلما قدم رسول الله المدينة، غدا عليه أبي وعمي مغسلين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين ساقطين يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي أحد منهما مع ما بهما من الغم. وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟

 قال نعم والله. 

قال عمي: أتعرفه وتثبته؟

قال: نعم.

قال: فما في نفسك منه؟

أجاب: عداوته والله ما بقيت".

مولدها ومكان نشأتها: 

لا يعرف بالضبط تاريخ ولادة صفية، ولكنها نشأت في الخزرج، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف.  ودانت باليهودية وكانت من أهل المدينة.  وأمها تدعى برة بنت سموال.

صفاتها:

عرف عن صفية أنها ذات شخصية فاضلة، جميلة حليمة، ذات شرف رفيع،

حياتها قبل الإسلام:

كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها، ذكر بأنها تزوجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام.  أول أزواجها يدعى سلام ابن مشكم كان فارس القوم و شاعرهم.  ثم فارقته وتزوجت من كنانة ابن الربيع ابن  أبي الحقيق النصري صاحب حصن القموص، أعز حصن عند اليهود.  قتل عنها يوم خيبر.

كيف تعرفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

في السنة السابعة من شهر محرم، استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة اليهود.  فعندما أشرف عليها قال: " الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين".

واندلع القتال بين المسلمين واليهود، فقتل رجال خيبر، وسبيت نساؤها ومن بينهم صفية، وفتحت حصونها.  ومن هذه الحصون كان حصن ابن أبي الحقيق.  عندما عاد بلال بالأسرى مر بهم ببعض من قتلاهم، فصرخت ابنة عم صفية، وحثت بالتراب على وجهها، فتضايق رسول الله من فعلتها وأمر بإبعادها عنه.  وقال لصفية بأن تقف خلفه، وغطى عليها بثوبه حتى لا ترى القتلى. فقيل ان الرسول اصطفاها لنفسه.

وذكر أن دحيه بن خليفة، جاء رسول الله يطلب جارية من سببي خيبر.  فاختار صفية، فقيل لرسول الله عليه الصلاة والسلام إنها سيدة قريظ وما تصلح إلا لك.  فقال له النبي خذ جارية غيرها.

إسلامها:

كعادة رسول الله لا يجبر أحداً على اعتناق الإسلام إلا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله من كتاب وسنة. فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وخيرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام. فإن اختارت اليهودية اعتقها، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه.  وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبة صادقة في التوبة وحباً لهدي محمداً صلى الله عليه وسلم.

عند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان، وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعوا عن جمالها، وكانت من بين النساء عائشة - رضي الله عنها- ذكر بأنها كانت منقبة.  و بعد خروجها سألها رسول الله عن صفية، فردت عائشة: رأيت يهودية، قال رسول الله : " لقد أسلمت وحسن إسلامها".

يوم زفافها لمحمد عليه الصلاة السلام:

أخذها رسول الله إلى منزل في خيبر،  ليتزوجا ولكنها رفضت، فأثر ذلك على نفسية رسولنا الكريم.  فأكملوا مسيرهم إلى الصهباء.  وهناك قامت أم سليم بنت ملحان بتمشيط صفية وتزينها  وتعطيرها، حتى ظهرت عروساً تلفت الأنظار.  كانت تعمرها الفرحة، حتى أنها نسيت ما ألم بـأهلها.   وأقيمت لها وليمة العرس، أما مهرها فكان خادمةً تدعى رزينة. 

وعندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام على صفية، أخبرته بأنها في ليلة زفافها بكنانة رأت في منامها قمراً يقع في حجرها، فأخبرت زوجها بذلك، فقال غاضبا: ً لكأنك تمنين ملك الحجاز محمداً ولطمها على وجهها.

ثم سألها الرسول عليه الصلاة والسلام عن سبب رفضها للعرس عندما كانا في خيبر، فأخبرته أنها خافت عليه قرب اليهود.  قالت أمية بنت أبي قيس سمعت أنها لم تبلغ سبع عشرة سنة يوم زفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم

ما أن انتهت غزوة خيبر وأسفرت عن مقتل زوجها كنانة بن الربيع ، وكانت صفية من بين أسرى اليهود ، فطلب منها الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج قائلا لها : " هل لك فيّ ؟ فقالت : يا رسول الله ، قد كنت أتمنى ذلك في الشرك ، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام ؟" [ مسلم 1365 ] ، فأعتقها عليه الصلاة والسلام وتزوجها وكان عتقها صداقها .

صفية في بيت النبوة: 

كانت صفية دائما تذكر بالدم اليهودي الذي يجري في عروقها ، وخاصة من زوجات النبي رضي الله عنهن ، وقد آلم صفية أن عائشة وحفصة اللتين شاركن بقية نساء الرسول في النيل منها ، ومفاخرتها بأنهن قرشيات أو عربيات ، وهي أجنبية دخيلة ، حتى حدثت الرسول صلى الله عليه وسلم بحديثها باكية شاكية إليه ما ألم بها منهن ، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم مواسيا :" ألا قلت : وكيف تكونان خيرا مني ، وزوجي محمد ، وأبي هارون وعمي موسى ؟ "

مواقفها مع زوجات النبي:

بلغ صفية أن حفصة وعائشة قالا بأنها بنت يهودي.  فتضايقت من قولهن وأخبرت رسول الله

فقال لها: قولي لهما: " إنك  لابنة نبي وعمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك" 

حج النبي بنسائه، وفي الطريق برك جملها فبكت.  فمسح الرسول عليه الصلاة والسلام دموعها وهي تزداد دموعاً وينهاها فلما جاء وقت الرواح، قال رسول الله لزينب بنت جحش: يا زينب اقفزي أختك جملاً. وكانت من أكثرهن ظهراُ

قالت: أنا أقفز يهوديتك؟! فغضب النبي ولم يكلمها حتى رجع المدينة وفي شهر ربيع الأول دخل عليها،

فقالت: هذا ظل رجل وما يدخل علي رسول الله!

فدخل النبي فلما رأته قالت: يا رسول، ما أصنع؟

قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي فقالت فلانه لك،

قال : فمشى النبي إلى سرير صفية ورضي عن أهله.

وفاة النبي عليه الصلاة و السلام:

اجتمعت زوجات النبي عنده وقت مرضه الذي توفي به، فقالت صفية أتمنى أن يحل بي ما ألم بك.  فغمزتها زوجات النبي، فرد عليهن والله إنها لصادقة.

وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم افتقدت الحماية و الأمن، فظل الناس يعيرونها بأصلها.

مواقف أخرى لصفية:

وفي أحد الأيام ذهبت صفية إلى رسول الله تتحدث معه، وكان معتكفا في مسجده،  فخرج ليوصلها إلى بيتها.  فلقيا رجلين من الأنصار، فعندما رأيا رسول الله رجعا فقال:" تعاليا فإنها صفية" فقالا نعوذ بالله،  سبحان الله يا رسول الله.  فقال: "إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم".

وفي عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ، جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فلما استخبر صفية عن ذلك، فأجابت قائلة" فأما السبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة، وأما اليهود فإني أصل رحمي".  وسألت الجارية عن سبب فعلتها فقالت: الشيطان.  فأعتقتها صفية.

وفي عهد عثمان – رضي الله عنه- لم تأل جهدا في ولائها له، الذي ما فتئت عائشة تحرض عليه حتى بلغ بها الأمر أن دلت قميص رسول الله من بيتها وصاحت في المسلمين: " أيها الناس، هذا قميص رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته" أي أن آثار الرسول ما زالت باقية، وإن سنته قد انتهكت وبليت بسبب عثمان.

 روايتها للحديث:

لها في كتب الحديث عشرة أحاديث.  أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه- روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، واسحاق بن عبدالله  بن الحارث، ومسلم بن صفوان.

وفاتها:

توفيت في المدينة، في عهد الخلفية معاوية، سنة 50 هجرياً. و دفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن جمعياً.

الصفحة الرئيسية زوجات الرسول

© www.prophets.8m.net

للمراسلة الصفحة الرئيسية

This website is best viewed using Internet Explorer with 800x600 high color resolution